مرحباً بكم في مدونة قسم المعلومات والمكتبات في الجامعة المستنصرية | مدونة متخصصة تعنى بالتعريف بالقسم وأنشطته وتناول كل ماهو جديد في التخصص بصورة عامة | نسعى للتواصل معكم ونتمنى أن ننال رضاكم | نتشرف بمشاركاتكم ومقترحاتكم لتطوير الصفحة بما ويتناسب مع طموحاتنا وتطلعاتكم

الثلاثاء، 29 يناير 2013

المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي : البحث عن حل.


بقـلم: شـمخي جـبر / كاتب سـياسـي وناشـط مـدني - صحفي في جريدة الصباح.
خريج قسم المعلومات والمكتبات في الجامعة المستنصرية، 1988.


    لقد واجهت الصناعة الثقافية في العراق الكثير من الاهمال ولم ينظر اليها على انها ( من أهم الصناعات التي يقوم عليها تقدم البلد وازدهاره باعتبارها رافدا مهما باتجاهين الأول مادي؛ من خلال تسويق السلعة الثقافية محليا وعربيا ودوليا والثاني معنوي حيث يتم نشر ثقافة البلد ؛حيث تعد الثقافة احد المعايير الأساسية لتقدم الشعوب )؛ والدولة التي لا تولي اهتماما بالشؤون الثقافية لا يمكن وصفها بالدولة المتحضرة؛ لذا تتفاخر الدول المتحضرة بكتابها ومثقفيها أكثر مما تفتخر بالعناصر الأخرى لتقدمها الوطني. إن أي تطور او نمو ثقافي يحتاج الى أجواء وظروف ملائمة تحتضنه؛ وهي غير متوفرة في الوقت الحاضر في العراق في ظل الاحتلال والإرهاب الذي يستهدف كل شيء؛ مع ان ماهو معروف الآن ولو نظريا ان العراق يعيش أجواء ديمقراطية؛ إلا أن مساحة الديمقراطية غير كافية لأنها محتلة من قبل الجماعات التي تمارس العنف داخل المجتمع؛ وبالتالي عدم توفر فرصة للإبداع والنمو الثقافي؛ ومن جانب آخر فان الدولة المحتلة تكون دائما مثلومة السيادة؛ وبالتالي فهي لا تملك قرارا سياسيا مستقلا وهو ما تعتمد عليه كل عمليات النمو الثقافي والفكري؛ ولا يغيب عن عين أي متفحص ما يواجهه العراق من فساد إداري استطاعت من خلاله مافيات السلب والنهب مدعومة من قبل بعض الفاعلين في المؤسسة السياسية من خلق (مثلث برمودا) يبتلع الكثير من التخصيصات المالية، يقدم الدعم لكل ما يحدث، المحاصصات الطائفية والعرقية، وانتشار المحسوبية والمنسوبية. يمثل كل ما تقدم وغيره الكثير تلوث ثقافي وسياسي ؛ يقف عائق أمام تنفيذ الخطط التنموية التي تضعها أية مؤسسة لتطوير عملها.

    إننا ونحن ندرس آليات تطوير الصناعة الثقافية وخصوصا صناعة الكتاب العراقي وما يواجهه من تحديات منذ ابتداء المؤلف بتأليف كتابه الى أن يصل الى المتلقي (القارىء) مرورا بحرية الرأي ثم الفحص والرقابة ثم النشر وتكاليف الطباعة والورق الى الإعلان والتسويق وما يصادفه من عقبات أثناء هذه الرحلة . لا تطور في حياة الكتاب العراقي من دون تطور مؤسسات أخرى تقدم دعما لهذا المشروع (الكتاب) وبدونها لا نستطيع ان نبني صناعة كتاب عراقي ؛ وتتمثل بالمكتبات الجامعية والمدرسية والعامة التي تعرضت للتدمير والنهب خلال وبعد الاحتلال ؛ وعملية إعادة بناءها تمثل بناء ركن ركين للثقافة العراقية ؛ ومدرسة لتنمية عادة القراءة ؛ يرى الأستاذ عبد الكريم الأمين ان تطور صناعة الكتاب تحتاج الى مقومات يقع في المقام الأول منها ؛ وجود القارىء المناسب وان لم يوجد يجب صناعته وخلقه ؛ ووجود المؤلف القادر على استيعاب حاجات القراء والمستفيدين والمدرك لمستوياتهم والعارف رغباتهم ؛ ووجود الناشر المدرك لمهنته الذي يتحمل مسؤولية النشر الناجح ؛ ووجود الموزع الذي يستطيع تسويق السلعة الثقافية ؛ ويجمل البعض المشاكل التي تواجه الكتاب العراقي بثلاث تتمثل بانعدام شركات التوزيع ؛ وعوائق خروج الكتاب العراقي للدول العربية والعالم ؛ وكون تصدير الكتاب كان من الممنوعات؛ فيما يقول آخرون ان طبع الكتاب العراقي ونشره وتوزيعه اهم الأزمات الراهنة ؛ بينما هناك من يقول ان اهم مشكلة تتمثل بان المكتبات العراقية توقفت عن التزويد منذ عام 1981، وبهذا فان المكتبات العراقية تعاني فجوة في الكتلة الكتبية ؛ مع إننا نرى ونسمع ونقرا عن تكدس الكتب في مخازن دار الشؤون الثقافية ؛ وهذا يمثل عجزا في مجال التسويق ؛ لان الكتاب سلعة صنعت لمستهلك ما؛ لابد ان تصل اليه ؛ والا ماذا يعني تصنيع سلعة بدون تسويقها ؟ ألا يعني هذا تبديد للأموال العامة واستهانة بالثقافة العراقية وإهمال جهود منتجي الثقافة العراقية ؟

التحديات التي تواجه الكتاب:
    إن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الكتاب ؛ من أهمها ظهور الإذاعة والتلفزيون والسينما وشكلت بمجموعها أوعية معلومات من الممكن ان تكون بديلا عنه او تجتذب الكثير من قراءه لما تملكه من وسائل تأثير يفتقدها الكتاب؛ إلا أن التحدي الأكبر الذي واجهه الكتاب وخصوصا الكتاب العلمي هو ظهور الدوريات (المجلات والصحف) فأوعية المعلومات هذه تصدر بسرعة ولا تستغرق في النشر والطباعة ما يستغرقه الكتاب؛ وبالتالي تتميز بحداثة معلوماتها قياسا بالكتاب؛ وهنا نجد ان الباحثين وفي الكثير من الأحيان يفضلون الرجوع الى الدوريات عند كتابة بحوثهم ؛ وليس صعبا إثبات هذا الأمر فمن خلال إجراء دراسة إحصائية لحالات الاستشهاد المرجعي نجد ان الدوريات كانت محط اهتمام الباحثين أكثر من الكتب ؛ ان هذا الأمر يزداد سعة في البحوث العلمية وفي الحقول المعرفية سريعة التطور.

    أما التحدي المهم والكبير الذي يواجه الكتاب فهو(الانترنيت) وما يوفره من كم هائل من المعلومات وخيارات البحث الواسعة وسهولة الحصول على المعلومة ورخص الثمن بالقياس الى ارتفاع أسعار الكتب وخصوصا العلمية منها.

1ـ حرية الرأي :
    تبدأ هذه المشكلة منذ جلوس الكاتب الى منضدة الكتابة وحين يضع أوراقه أمامه ليبدأ يفكر بالممنوع والمسموح لان هناك شرطيا يجلس داخل مخيلة وذاكرة وتفكير كل واحد منا نتيجة للتنشئة الاجتماعية والتربية التي صاغت إطارنا المرجعي وقيدت مداركنا بالكثير من الممنوعات ؛ (ونحن نعيش في أجواء الديمقراطية) قد يتوهم البعض فيقول : مم يخاف المؤلف وهناك حرية الرأي التي يكفلها الدستور؟ ولا يدري ان في ظل غياب سلطة الدولة يصبح الدستور حبرا على ورق ؛ لان من يحكم ليس الدولة بل هيئات (ما قبل الدولة) هي التي تسيطر على كل شيء بل هي التي تقود المجتمع وتوجه سلوكه بل تحاول ان تكون بديلا عن الدولة او تشكل دولة داخل الدولة ؛ وهي تملك قوة أكثر؛ وهنا يبرز الى الذاكرة تساؤل فيصل الأول الذي يقول كيف نبني دولة والقبائل تملك بنادق أكثر مما تملكه الدولة ؛ ان هناك قوى تستند الى بنى ثقافية ترفض التطور والتقدم وترفض الحوار الفكري ولا تحترم المختلف ؛ بل هي تعمل بكل ما تملك لاستئصاله
 
2ـ سلطة الرقيب:
    وتتمثل سلطة الرقيب بسلطة الدولة او المؤسسة الثقافية وما يسيرها من أيديولوجيا وما تضعه من معايير للنشر؛ تتمثل في الكثير من الأحيان في غياب الروح العلمية والموضوعية مما يقف عائقا أمام قبول المادة المقدمة او قد تخضع للعلاقات الشخصية او تأثير هالة المؤلف .

3 ـ عدم وجود تصور عن حاجات المستفيدين والقراء:
     وتتمثل هذه المشكلة في نقص الدراسات العلمية والإحصائية التي يجب ان تنجز لتكون مؤشرا ياخذه الناشرون بعين الاعتبار في نشر الكتب ؛ وقلة الدراسات التي تظهر اتجاهات الناس الثقافية ومدى حاجتهم لكل حقل من حقول المعرفة ؛ ولمعالجة هذه المشكلة ؛ على دور النشر والمؤسسات الثقافية وبالتعاون مع منافذ التسويق إجراء دراسات ميدانية يتم من خلالها تحديد حاجات المستفيدين ؛ ويتم أيضا في أيام معارض الكتب او من خلال التعاون مع المكتبات الجامعية او المدرسية او العامة او مكتبات بيع الكتب اجراء استطلاعات لتوجهات القراء؛ او إجراء دراسات لإحصاء الاستشهاد المرجعي الذي يحض به كتاب او مؤلف ؛ وكذلك دراسة وقائع الإعارة في المكتبات فإنها تعطي صورة واضحة عن توجهات القراء وحاجاتهم .فمثلا كم هو عدد البحوث والدراسات التي استفادت من إصدارات دائرة الشؤون الثقافية خلال سنه او خمس سنوات .ومن هم المؤلفين الذين حضوا باستشهاد مرجعي أكثر .ونتساءل هل تدري دائرة الشؤون الثقافية أي الكتب يلاقي رواجا وأي المؤلفين يلاقي اقبالا من القراء ؟ لابد ان نعرف هذا.

4ـــ عدم دعم الناشرين العراقيين:
    ويتمثل هذا في ترك الناشرين من دون مد يد العون لهم باعتبارهم قناة مهمة في دعم ونشر الكتاب العراقي وتسويقه؛ ويواجهون التشريعات التي تحد من حركة تجارة الكتاب ؛ لان الناشرين العراقيين يواجهون تعقيد قوانين النشر وتأخير الموافقات الرسمية على نشر أي عنوان إضافة الى معاناة تكاليف الطباعة وما تمثله من أعباء تقع على كاهل الناشر ومن ثم تصل أثارها الى القارىء ؛ وهنا لزاما علينا ان ننوه الى لجنة تعضيد الكتاب العراقي التي لابد من تفعيل عملها باتجاه دعم صناعة الكتاب العراقي .التي يمكن لها ان تدعم الناشر العراقي من خلال شراءها لجزء من إنتاجه او إجراء تسهيلات مصرفية له.
 
    إن عرقلة تصدير الكتاب العراقي من خلال فرض ضرائب كبيرة يمكن معالجتها من خلال وضع تشريعات تسهل حركة الكتاب العراقي وإعفائه مما يلحق اية بضاعة تصدر؛ وتخفيف القيود المالية وأجور البريد على المطبوعات المصدرة وإعطائها سماحات واستثناءات خاصة وتقديم التسهيلات التشريعية لمن يرغب ببناء مطبعة او تأسيس دار نشر؛ وكذلك الدعم المادي للناشرين ؛ ودعم الموزعين للكتاب العراقي ؛ وإجراء اتصالات مع الناشرين العرب من اجل عقد اتفاقيات يكون لها دور فاعل لخدمة الكتاب العراقي ؛ والمعاملة بالمثل في حالة عدم دعم هذا التوجه . إضافة الى تأكيد عضوية العراق في اتحاد الناشرين العرب.

5ـ إقامة معارض للكتاب العراقي:
    لابد من إقامة معارض للكتاب العراقي في الجامعات والمكتبات الوطنية والمكتبات العامة؛ والمشاركة في المعارض التي تقام في الدول العربية ؛ او المعارض العالمية من اجل التعريف بالكتاب العراقي وإشراك الناشرين العراقيين فيها ؛ والا ماذا يعني ان تشترك في معرض الشارقة الدولي الثالث والعشرين في نهاية عام (2004) دار واحدة هي دار المدى ؛ وشارك اتحاد الناشرين العرب في معرض فرانكفورت في ألمانيا الذي شاركت فيه (150) دار نشر عربية (130) كاتب وكاتبة من الأدباء العرب للتعريف بأنفسهم وبإنتاجهم الفكري. ان معرض فرانكفورت يشكل اكبر تظاهرة ثقافية عالمية لتبادل الآراء والأفكار وحوار الثقافات كما يمكن اعتباره أهم سوق تجارية لعرض الكتب وبيع حقوق التأليف والملكية الفكرية ولم يشارك العراق ؛ ولم يشارك في الصالون الدولي التاسع للكتاب في الجزائر؛ ومعرض الرياض الدولي الحادي عشر للكتاب؛ ومعرض صنعاء الدولي الحادي والعشرين ؛ ومعرض عمان الدولي العاشر في الأردن؛ ومعرض الكويت الدولي التاسع والعشرين؛ ومعرض الدوحة الدولي السادس عشر؛ ومعرض جدة للكتاب والمعلومات ؛ ومعرض طرابلس الدولي للكتاب في لبنان؛ ومعرض القاهرة الدولي للكتاب.

    كذلك إقامة الندوات للتعريف بالكتب التي تصدر ؛ او الاحتفال والاحتفاء بالمؤلفين وإقامة حفلات توقيع للكتب الصادرة؛ وتعريف الجمهور وبشكل دائم بالمؤلفين واستعراض نتاجهم الفكري من خلال إصدار معاجم المؤلفين ؛ والقيام بحملات توعية لزرع حب الكتاب والقراءة بين الأطفال والشباب في المدارس والجامعات والمنتديات والتواصل مع الصحف في إدامة زاوية (صدر حديثا)؛ وتكليف بعض الكتاب لكتابة عروض للتعريف بالكتب.

6ـ إعلام المكتبات وتجار الكتب ؛ والمكتبات العامة والجامعية والمدرسية عن الكتب التي تصدر حديثا من خلال ادلة تطبع لهذا الغرض.لان الإعلان والترويج السلعي هو الآلية المضمونة للترويج للسلعة الثقافية.

7ـ التعاون مع المؤسسات الحكومية من اجل تسويق الكتاب العراقي لان كل مؤسسة مهما صغرت لابد ان تكون لها مكتبة ؛ ويقع في المقام الأول من هذا؛ المكتبات العامة والمدرسية ؛ ولنا ان نتصور مقدار الانتشار الذي سيحققه الكتاب من انتشار ولو على المستوى المحلي.

8ـ إصدار ببليوغرافيات:
     إصدار ببليوغرافيات تعرف بما صدر من كتب تكون على انواع ؛ الاولى تكون راهنة تواكب ما يصدر والثانية راجعة تشير لما صدر والثالثة مستقبلية تبشر بما سيصدر ؛ ترسل الى منافذ التسويق او تطبع على شكل أقراص مضغوطة؛ أفضل من الصيغة الورقية في مجال تقليل كلفة النشروكذلك النقل ؛ و العمل على إصدار مجلة على غرار مجلة (عالم الكتب) يكون هدفها العناية بالكتاب واستعراضه وتقويمه ونقده ؛ ومراجعة الكتب الصادرة وهي وسيلة مهمة في التعريف بالكتب .وكذلك الحديث عن الكتب في الإذاعات والفضائيات لتوجيه انتباه القراء الى ما يصدر حديثا ومن خلال البرامج الثقافية.

9ـ العمل بالتعاون مع المؤسسات التربوية من اجل ترسيخ عادة القراءة وتنميتها ؛ وبالتنسيق مع المعلمين وأساتذة الجامعات.وبهذا نكون قد عملنا على صنع وخلق المستهلك للسلعة الثقافية (الكتاب).

10ـ المشكل الحقيقي الذي يواجه الكتاب ليس اقتصاديا ولا تقنيا لكنه يتمثل في غياب استراتيجية واضحة المعالم ؛ وهذه الأخيرة لن يضعها إلا ذوي الاختصاص من مثقفين واجتماعيين والعاملين في مجال صناعة الكتاب.

11ـ الاهتمام بصناعة الكتاب من خلال الشكل والمضمون باعتباره سلعة ستدخل السوق وستجد من ينافسها ؛ وبهذا علينا ان نأخذ بعين الاعتبار ان التاجر يستورد ويصدر الكتاب الذي يضمن تسويقه وكذلك الناشر ؛ فلابد من العمل على إخراج الكتاب بشكل مقبول لدى القارىء ؛ ورقا وطباعة ؛ والتخلص من الأخطاء الطباعية التي تسيء الى تسويق الكتاب.

12ـ التأكيد على قانون الإيداع من اجل حماية حقوق المؤلف والناشر.

13ـ هناك مشروع مطروح من قبل بعض الناشرين العراقيين وأصحاب المكتبات لتأسيس شركة للتوزيع ويدعون المهتمين بالحركة الثقافية لتقديم العون المادي والمعنوي لهم وخصوصا وزارة الثقافة.

14ـ في مجال الترجمة نحن مقصرون كثيرا اذا صدقنا مقولة من قال ؛ ان ما يترجم في أسبانيا يعادل او أكثر مما ترجمه العرب منذ المأمون ؛ وفي هذا المجال علينا ان نأخذ بعين الاعتبار عند ترجمة أي كتاب ؛ ان رواج كتاب في أمريكا مثلا لا يعني رواجه لدينا لأسباب كثيرة.

15ـ عدم إمكانية المطابع المحلية على مجاراة والتنافس مع مخرجات المطابع العربية ؛ ويزداد الأمر سوء كلما اتجهنا الى الكتب العلمية والفنية او الكتب التي تحتاج الى صور او وسائل إيضاح.

16 ـ لابد لنا من ردم الهوة بين المجتمع والمؤسسة الثقافية ؛ فما زال المجتمع يرى ان ما يصدر من المؤسسة الثقافية هو ثقافة تعبوية وتمجيد للسلطة التي مازال المجتمع ينظر إليها بعين الريبة والشك؛ وهنا تحضرني مقولة رائعة وتعبر بشكل دقيق عن هذا الموضوع وهي( ان دار الشؤون الثقافية حتى لو أصدرت القران فان المواطن لا يشتريه) هذه المقولة قالها احد الأساتذة الحاضرين في احد لقاءا ته الصحفية.

. 

الأحد، 27 يناير 2013

طلبة قسم المعلومات والمكتبات في الجامعة المستنصرية ينظمون إحتفالية مباركة لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف


    بمباركة قسم المعلومات والمكتبات، أقام طلبة قسم المعلومات والمكتبات في الجامعة المستنصرية اليوم الأحد الموافق 27 كانون الثاني 2013 إحتفالية طلابية متميزة لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لنبينا الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وذلك على أحدى القاعات الدراسية في القسم وبحضور عدد من التدريسيين في القسم وعدد من الضيوف ومن طلبة الأقسام الأخرى، وقد تخلل الحفل إلقاء كلمة للطلبة لهذه المناسبة المباركة، وعدد من القصائد والمشاركات الطيبة من قبل عدد من طلبة القسم، فضلاً عن قيام أحد الطلبة بإنشاد مجموعة من الأناشيد التي تفاعل معها عدد كبير من الطلبة الذين شاركوه وتفاعلوا معه بصورة عفوية ومتميزة.

    ونحن إذ نبارك لطلبة القسم بمبادرتهم الطيبة وتنظيمهم المتميز لهذه الإحتفالية، ونثمن هذه الجهود والأنشطة التي قاموا بها، نتقدم الى كافة طلبة القسم سواء من الذين ألقوا الكلمات والقصائد والأناشيد، أم من القائمين على تنظيم هذه الإحتفالية الطيبة، والمشاركين بها بالشكر والتقدير لجهودهم، ونسأل الله لهم ولكافة زملائهم في القسم الموفقية والسداد، وأن يكللوا جهودهم بالنجاح والتفوق في دراستهم وفي حياتهم بإذن الله تعالى.

    وسنقوم بإذن الله بتحديث هذه المقالة وإغنائها بعدد من الصور والمعلومات حول المشاركات والطلبة الذين قاموا بها لاحقاً، فضلاً عن تحميل بعض مقاطع الفيديو المسجلة إن كانت بالجودة التي تسمح بتحميلها هنا لمزيد من تسليط الضوء على هذه الإحتفالية الكريمة.



    والله ولي التوفيق. 

.

مكتبة عامة بلا كتب أومصادر تقليدية ورقية


    تدشن مقاطعة بيكسار في مدينة سان انطونيو بولاية تكساس الأمريكية قريباً مكتبة عامة بلا كتب أو مصادر ورقية.. حيث تضم مجموعتها كتب ومصادر إلكترونية مع حواسيب وأجهزة قراءة إلكترونية متنوعة، دون وجود أي كتاب أو مصدر تقليدي ورقي ضمن مجموعتها. وتبلغ مساحة المكتبة 4.800 قدم مربع (أي حوالي 1.463 متر مربع).

    وستقدم المكتبة المصادر الرقمية للمستفيدين للقراءة والمطالعة داخل المكتبة بعدة وسائل منها الحواسيب المكتبية والمحمولة وأجهزة القراءة الإلكترونية بأشكال عدة، كما إنها ستيح تلك المصادر المكتبية للإعارة الخارجية من خلال تحميلها على القاريء الإلكتروني للمستفيد من خلال تقنية تسمح بتوفر المصدر على القاريء الإلكتروني لمدة تتراوح بين أسبوعين الى ثلاثة أسابيع، ثم تختفي بعدها تلك المصادر من القاريء الإلكتروني للمستفيد بعد إنقضاء تلك المدة ببساطة. وتتيح تلك المكتبة مصادر وواجهات وأجهزة تناسب ومختلف الإعمار من الأطفال الصغار مروراً بالأعمار المتوسطة وحتى كبار السن بمختلف المزايا والواجهات وأساليب العرض التي تلائم إحتياجات كل منهم.

    كما إنها تتيح المكتبة أجهزة القراءة الإلكترونية للإعارة الخارجية أيضاً لمن لا يمتلك إحد تلك الأجهزة، على أن يعيدها في موعدها المحدد. حيث تتوفر في تلك الأجهزة تقنيات تجعل من الجهاز غير صالح للعمل ومن غير الممكن إستخدامه عند تجاوز مدة الإعارة من خلال تقنيات متميزة مما يحذوا بالمستفيد إعادتها عند إنتهاء مدة الإعارة لعدم إمكانية إستخدامها أو الإستفادة منها بعد ذلك.

    ومن المفترض أن تدشن هذه المكتبة في فصل الخريف والتي من المخطط لها أن تفتتح في الأول من شهر آب/أغسطس بإذن الله تعالى.

    للمزيد من المعلومات والتفاصيل حول هذه المكتبة بالإمكان متابعة الرابط التالي الذي يضم مقالة أوسع حول الموضوع:


    A library without books


    رابط آخر لمقالة ثانية حول الموضوع تحتوي على تسجيل صوتي يتناول الموضوع بصورة أوسع:

    A library without any shelves -- or books


   د. عبداللطيف هاشم خيري
   قسم المعلومات والمكتبات
     الجامعة المستنصرية
        بغداد - العراق

.

السبت، 26 يناير 2013

مكتبة أم نادي إجتماعي (أو ريفي)؟


    مقالة قصيرة (ضمن فقرة: رسائل الى المحرر) قرأتها اليوم تناولت أمتعاض كاتبها حول الفرع الرئيسي لمكتبة سانت لويس العامة في الولايات المتحدة.. حيث تحدث كاتبها عن أمتعاضه لكون حرس المكتبة طلب منه ومن صديقه المغادرة باكراً وقبل حوالي ساعتين من موعد إغلاق المكتبة في أحدى ليالي الخميس كون المكتبة تقيم أمسية خاصة، وإن الإمسية نظمت من أجل دعم المكتبة وزيادة تمويلها بموارد إضافية لدعمها من خلال أقامة الأمسيات والنشاطات الأخرى، وفي تلك الليلة يبدوا إنهم قد نظموا حفلاً موسيقياً خاصاً للـ (جاز) وهذا ما وصفه في بداية مقاله مشبهاً المكتبة بنادي إجتماعي أو كما يسمى هنالك بـ (النادي الريفي). وقد أمعتض الكاتب من ذلك ولحرمانه من القراءة والبحث في المكتبة مشيراً إن ما فائدة كونها مكتبة عامة إذا ماكانت غير متاحة للعامة في بعض الأوقات من أجل أقامة أمسيات ونشاطات أخرى!!

     فما بال هذا الكاتب إذا ما زار بعض مكتباتنا العربية، حيث إن هنالك البعض منها (ولا أقول معظمها أو أغلبها كي لا أقول هذا جزافاً أو أشملها جميعاً بسوء تصرف بعضها) لا تمتلك مواعيد إغلاق محددة بالواقع الفعلي رغم تحديدها رسمياً. حدث معي موقف مقارب في إحدى المرات قبل سنوات، حيث طُلِب مني ومن العدد المحدود من المتواجدين
مغادرة "مكتبة جامعية" كونهم يرغبون بإغلاق المكتبة، ورغم إن الوقت كان مبكراً كثيراً عن موعد الإغلاق إلا إن الشخص الذي كلمني قال بإن اليوم هو الخميس ونهاية الإسبوع، وإن أغلب الموظفين قد غادروا بالفعل وإنه وبقية زملائه يريدون المغادرة أيضاً رغم كون الوقت مبكراً جداً عن موعد الإغلاق الفعلي حين ذاك.

    ونرى في العديد من الأحيان أن مواعيد فتح بعض المكتبات ليس دقيقة، وإن بعضها وإن فتحت في موعدها فإنها لا تقدم الكثير من خدماتها كون الموظف المسؤول عن تقديم هذه الخدمة لم يصل بعد.. أو أن الموظف مشغول في أمر ما (وفي العديد من الأحيان فإن الموظف مشغول بتناول وجبة الفطور أو تناول القهوة أو الشاي أو ما شابه!!) قد يقول البعض أن ظروفنا في العراق على سبيل المثال ليس مثالية، وإن إزدحام الطرقات وغلق كثير منها لظروف أمنية أو غيرها قد يكون السبب في تأخر بعض الموظفين وقد أعطيهم بعض العذر في ذلك، ولكنني أتحدث عن مسألة ليست جديدة في ظل ظروفنا في العراق بعد الحرب في عام 2003، ولكنها صفة متوارثة وعدم إهتمام للأسف الشديد من قبل بعض المكتبات وإداراتها (وأكرر: البعض وليس الجميع أو حتى الغالبية).

     أتساءل هنا.. هل إن مكتباتنا العربية ستكون على مستوى المسؤولية في إحترام مواعيد فتحها وإغلاقها؟ وهل إن المستفيدين سيكونون بمستوى إمتعاض كاتب تلك المقالة التي أشرت إليها في حال وجدوا عدم إنتظام في مواعيد إغلاق المكتبة!!

     أكرر إنني لا أريد القول بإن مكتباتنا العربية في مجملها لا تحترم هذه المواعيد، ولكنني أريد الإشارة الى مستوى الوعي لدى بعض المكتبيين والمسؤولين عن تلك المكتبات، وكذلك عن وعي القراء والمستفيدين منها.

    أرفق هنا رابطاً للمقالة الصغيرة التي أشرت إليها لمزيد من الفائدة

http://www.stltoday.com/news/opinion/mailbag/letters-to-the-editor/library-or-country-club/article_44e4c2f4-f697-55fb-a926-f72bd82ad920.html


د. عبداللطيف هاشم خيري
قسم المعلومات والمكتبات
الجامعة المستنصرية
بغداد - العراق